إنّ
الشباب يتعرّضون لمشكلتين أساسيتين نفسية واجتماعية، إن المشكلات التى تنشأ من بنية الأسرة، ونظام التعليم، والحياة
المدرسية، والبيئة هي بعض ممّا يتعرّض له الشباب من المشكلات الاجتماعية. ولا شكّ في أن معرفة هذه المشكلات عن كثب، وتكوين ظروف
اجتماعية ملائمة للشباب مهمة وحيوية للمجتمعات التى تهدف الوصول الى الحضارة
المعاصرة.
إن
الموضوع الرئيسي للبحث هو التعريف ببعض المشكلات التى تنتج من البيئة الاجتماعية
وتقديم الحلول النبوية لها. وقد ذكرنا في بحثنا أولا بعض المعلومات المنبّهة على
ما يعيشه الشباب من المشكلات، ثمّ قدّمنا الحلول المتنوعة لها في إطار الفهم
النبوي التعليمي وتطبيقاته، ويمكن تلخيص بعض المشكلات التي يفترض أن يتعرّض لها
الشباب والحلول النبوية لها في إطارالفهم النبوي التعليمي و تطبيقاته كالتالي:
1. المشكلات التي تنشأ من
بنية الأسرة
إن
إخفاق الوالدين في الحب والتساند والمواصلة، وإن النزاعَ وانعدام السلوك الصحيح في
العلاقات الأسرية، وإن البخل بالمودّة والإهتمام بالأولاد أوالاهتمام بهم فوق ما
ينبغي تسبب للمشكلات التي تنشأ من بنية الأسرة.
إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخبربأن كلّ مولود يولدعلى فطرة حنيفة، ثمّ
يوجّهه أبواه لطرق مختلفة قد نبّه على أن الأطفال يأخذون جواهرهم وخمائرهم عن
أبويهم، ويتكيّفون باتجاهات بيئاتهم، ولذلك إن اهتمام رسول الله بأفراد أسرته
مباشرة، وتركيزه على المودّة فى العلاقات الأسرية، والتعامل معهم برحمة بالغة،
وإحساسهم بالحبّ دائما، كان منبعا للمواصلة القوية بين أفراد الأسرة.
2 .المشكلات
التي تنشأ من نظام التعليم
إن
الاعتماد على نهج التعليم المادّي والحياة المادية في المرحلة الحداثية التي بدأت
بالحركة التنويرية قد تسبّب لعزل القيم المعنوية من أمثال الدين والخلق والوطن،
ولتكليف الطلاب جميعا في مكان واحد وبهدف واحد لمناهج واحدة وتعليم واحد بدون مراعاة الخصائص الفردية، وللاعتماد على
المناهج الدراسية التي أحضرت للمجتمعات الأجنبية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا،
ولعدم مراعاة الفائدة والعملية في اختيار المعلومات، كلّ هذه الأمور تسبب للمشكلات
التي تنشأ من نظام التعليم.
إن
رسول الله قد بنى نهجه التعليمي على الوحي والعقل وسكينة القلب، ولذلك اعتمد على
نهج تعليميّ مستند الى المعنى والروح، واعتنى اعتناء بالغا لتقوية البنية النفسية
فى الشباب. إن رسول الله الذي بعث معلّما لم يكلّف جميع الناس لنفس الظروف في
التعليم، بل راعى الخصائص والحاجات الفردية واختار للمخاطبين ما يلائمهم. إنه قد
طوّر نظاما تعليميا يهتم بالقيم الثقافية للشباب بحيث يجدون أنفسهم في هذا النظام،
وبالمكوّنات الاجتماعية الداخلية والعناصر المحلية، وكان ينقّح المعلومات ويرى
المعلومات التى لا تفيد أو ما هو فوق طاقة البشر من أسباب الهلاك.
3. المشكلات التي تنشأ من مكونات المدرسة الداخلية
ومن
هذه المشكلات تحديد التعليم والتربية بساعات محدودة وإملاء المعلومات على الطلاب
طيلة اليوم، وإلقاء الدروس عليهم ستة أو ثمانية ساعات بدون استراحة إلا خمسة أو
خمسة عشر دقيقة، وعدم أهلية المدرسين لوظيفة التعليم، وكلّ هذه الأمور تسبب
للمشكلات التي تنشأ من مكونات المدرسة الداخلية.
إن
رسول الله لم يحدّد التعليم والتربية بساعات محدودة، وكان يجتمع مع الشباب عندما
سنحت الحاجة، ويفترص الساعات التي كان المخاطبون أرغب فى الاستماع، ويحترز من
الكلام الطويل المملّ، ويهتمّ أيضا بالترغيب أكثر من الترهيب، إن رسول الله الذي
بعث معلّما بأعظم وظيفة التى هي التبليغ، كان يجمع في نفسه جميع الخصال العالية
التي تجب أن توجد في المعلمين، وبذلك كان أسوة للصحابة الكرام، ومع ذلك إن رسول
الله كان يختار المعلمين والمبلغين من
أجدرأفرادالمجتمع لهذه المهمة.
4. المشكلات التي تنشأ من البيئة
ولا
شكّ أن مستوي ثقافة الشارع وأمنه مهمّة وحيوية للشباب، ولذلك إن اضطرابات التواصل،
والتناقض بين القول والعمل في الكبار، والإخفاق في الأسوة المطلوبة، وإستعمال
أسلوب جارح ولغة غاضبة بدل تصحيح الأخطاء تسبب للمشكلات التي تنشأ من البيئة.
إن
رسول الله كان يفتح طرق التواصل للشباب دائما، ويهتمّ بالاستشارة وإحساساتهم،
ويلقي بالحب عليهم، وكان طيلة حياته صابرا ومخلصا ومسرورا تجاههم ، وكان مبدئيا بحيث
يتبع ما وضعه من المبادئ قبل كل أحد، ويوفّق بين القول والعمل، وبذلك كان أسوة
حسنة للشباب، ومع ذلك كان يحترز من إخجالهم، ويركّز على الأحداث دون الأشخاص،
ويحلّ المشكلات بسكينة ودون غضب. إن رسول الله الذي كان يعين
واجبات الشباب ومسئولياتهم بحسب مقدوراتهم، ولم يطرحهم من المجتمع لم يقدّم
للمؤمنين حياة دينية صعبة، وأذن للشباب بالتمتع المشروع بحسب حاجاتهم النفسية
والدنيوية.
وتوصّلنا
أخيرا الى هذه النتائج: يجب إختيار المناهج المحلية في التعليم والتربية التي توفي
بالحاجات المحلية، وأن يهتمّ إهتماما بالغا بتوظيف معلمين مؤهّلين، وينبغي الاطلاع
على اهتمامات وموهبات الشباب من الصغر وتوجيههم وتأييدهم بحسبها، وتنظيم المناهج
الدراسية من البدائية الي الجامعية بحسب المبادئ الدينية والانسانية والثقافية،
وتصنيف المدارس فى صورة مدارس الدين، واللسان، والعلم، والرياضة، والاجتماع،
والرياضية، والأدب، وأن يكون التداخل بين هذه المدارس عند التغيرات وكشف الموهبات
الجديدة سهلا وممكنا.
Every
human being is born with a certain potential. Fostering or weakening this
potential is directly related to the social-environmental conditions made
available for the individual. People supported with healthy mental and physical
opportunities during their childhood can develop a strong and solid
constitution, and overcome the problems faced during their youth. Thus,
parental behaviours, educational opportunities and social-environmental
conditions are of vital importance for
young people going through a period most open to external stimuli.
Young
people face two types of problems: mental and social. Problems stemming from
family structure, education system, school setting and environment are among
social problems faced by youth. It is critical to know such problems and create
healthy social conditions for young people. This study mainly attempts to
indicate certain problems caused by family structure, education system, school
settings and social environment, and introduce the prophetic experiences for
the resolution of such problems.
Her insan yapısal belli kabiliyetlerle dünyaya gelir. Bu
kabiliyetlerin geliştirilmesi veya zayıf bırakılması, bireye sağlanan sosyal
çevre koşullarıyla doğrudan ilişkilidir. Erken çocukluk döneminde sağlıklı
ruhsal ve bedensel imkânlarla desteklenen bireyler, hem sağlam ve güçlü birer
bünye geliştirebilecek hem de gençlik döneminde karşılaşacakları sorunları da
daha rahat aşabileceklerdir. Dolayısıyla dışarıdan gelebilecek uyarıcılara en
açık dönemlerini yaşan gençler için ebeveyn davranışları, eğitim imkânları ve
sosyal çevre koşulları hayati bir öneme sahiptir.
Gençler, biri ruhsal ötekisi sosyal olmak üzere iki tür sorun ile
karşılaşmaktadırlar. Aile yapısından, eğitim sisteminden, okul ortamından ve
çevreden kaynaklanan problemler gençlerin yaşadığı bir takım sosyal
sorunlardır. Bu tür sorunları yakından tanıyarak gençler için sağlıklı sosyal
koşullar oluşturmak büyük önem arz etmektedir. Aile yapısının, eğitim
sisteminin, okul ortamlarının ve sosyal çevrenin ürettiği bazı problemleri
tanıtmak ve bunların çözümüne dair Nebevî tecrübeleri dikkatlere sunmak
çalışmamızın ana temasını oluşturmaktadır.
Birincil Dil | Türkçe |
---|---|
Konular | Din Araştırmaları |
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 31 Temmuz 2019 |
Gönderilme Tarihi | 13 Şubat 2019 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2019 Sayı: 2 |
Hadith Creative Commons Atıf-GayriTicari 4.0 Uluslararası Lisansı (CC BY NC) ile lisanslanmıştır.