Hadis rivâyet
tarihinde sebepleri farklı birçok problem ortaya çıkmış ve bunların her biri
çeşitli şekillerde isimlendirilmiştir. Bunlar içerisinde irsâl ve tedlîsin yeri
başkadır. Çünkü bu problemlerin ortaya çıkışındaki sebepler bazen icbârîdir.
Siyâsî, idârî, itikâdî ve sosyolojik faktörler bunlardan bazılarıdır. Tarihte
bazı bölgeler hadis rivâyetinin merkezi konumunda olmuşlardır. Kûfe bunlardan
birisidir ve uzun süre bu hüviyetini korumuştur. Ancak bölgenin özel yapısından
dolayı irsâl ve tedlîs gibi hadisin isnâdını problemli hale getiren rivâyet
şekilleri, diğer bölgelere nazaran burada fazla görülmüştür. Makalede Kûfe’nin
kuruluşundan, cazibe merkezi olmasını yitirdiği zamana kadar, yaklaşık ilk bir
buçuk asırdaki özel yapısına sebebiyet veren yönleri ele alınarak; problemli
rivâyetlerin niçin burada yoğunlaştığı hakkında bir kanaat serdedilecektir.
In the history of hadith transmission
many problems have been arisen and each of these are named in different ways.
Among them, irsāl and tadlīs have a different position. The reasons for the emergence of these
problems are sometimes obligatory. Political, administrative, theological and
sociological factors are some of them. Throughout the history, some regions
played a central role in hadith transmission. One of them was Kūfa which maintained
its position for a long time. However, because of the special structure of the
region, transmission forms that make hadith’s isnad problematic such as irsāl
and tadlīs,
were more common there than other regions. In this article, from the foundation
of Kūfa to the time it lost its center of attraction, the aspects that give
rise to its special structure in the one and half century will be discussed; an
understanding will be given as to why the problematic narrations are
concentrated here.
قد
نعرف بأن سرد الروايات دون أن يُذكر أسانيدها كانت من الأمور المعتادة حتى العصر
الثاني من الهجرة في الغالب؛ لعدم انتشار الأسانيد في ذلك الوقت، ومع ذلك في حقيقة
الأمر كان الإسانيد أمراً بدأ البحث فيها وقتئذ في المدينة.
كانت
الكوفة في تاريخ الإسلام مدينة مهمة في مجال العلم والسياسة، وقد تخرج من مدارسها
العلمية العميقة علماء كُثر، وكانت أيضاً مهداً لعلم الحديث والمحدثين، لذا كثُر
الرحلة إليها من قبل العلماء من العالم الإسلامي جميعا حتى يسمعوا ويأخذوا من
أسانيد علمائها، ويمكننا أن نقول بأن الارسال والتدليس اللذين يقدحان في صحة
الروايات قد كثر فيها أكثر من باقي المدن
الإسلامية.
الإرسال؛
"هو قول التابعي: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والتدليس هو؛
"بأن يروي الراوي الحديث عن شيخ شيخه ويسقط شيخه كأنه قد سمعه منه "
الكوفة
مدينة أُسست في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كمركز معسكر حاضرة في
المنطقة من قبل سعد بن أبي وقاص كونها مدينة منبتة بكثرة الزراعات فيها وتعتبر
مركزاً أصيلاً إستراتيجياً على طرق التجارة في الجغرافيا، وكل هذا كان سبباً لجلب
الناس فيها حتى ازداد عدد سكانها أكثر مما سبق عندما نقل الخلافة إليها علي بن أبي
طالب وبعده استمرت الخلافة فيها في أوائل أيام الدولة العباسية وأصبحت الكوفة
مدينة جاذبة لأجناس مختلفة من الناس حتى استوطنت فيها العرب من جميع البلاد ومن
إيران وسورية والصين والروم ونجران وبعض اليهود ومن هراة.
كانت
مدينة الكوفة غنية من حيث المذاهب العقدية المختلفة أيضا حيث استوطنت الخوارج منطقة
الحرورة قرب الكوفة بعد معركة صفين. وأصبحت مركزا للشيعة كذلك. وتتضمن أيضا المرجئة
والمعتزلة والجبرية وأهل السنة
وشهدت
الكوفة في أوائل القرن الهجري أحداثا وتطورات سياسية واضطرابات كثيرة وثورات
داخلية مهمة في ذلك الزمن. وأثرت في ذلك الاضطرابات كثرة الخلافات الفكرية
والسياسية بين قبائل العرب والموالي واليهود والنصارى. ولم تستقر فيها أمور
السياسة زمنا طويلا منذ تأسيسها في عهد عمر بن الخطاب. حتى في عهد عمر وحده قد
تغير فيها الولاة أربعة مرات خلال ستة أشهر.
كلهم من مشاهير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندما اقتضى الأمر تغيير الوالي الخامس كانت
قد أتته المنية ولم يتم، وهذه الاضطرابات السياسية قد أثرت على الساحة العلمية بلا
شك.
وفي
عهد الأمويين قامت الخوارج على الدولة برئاسة فروة بن نوفل (ت. 41/661) ومستورد بن
علفة (ت. 43/663) وحيان بن ظبيان(ت. 58/677)
وشبيب بن يزيد (ت. 77/696) وشوذب (ت. 101/720) وضحاك (ت. 128/745).
كذلك
نرى هناك الاضطرابات السياسية والخروج على الدولة من قِبل الشيعة برئاسة حجر بن
عدي (ت. 51/671) و نزيد بن علي (ت. 122/739) ودخول الوالي عبد الله بن الزبير واستيلائه
على الكوفة، والفتن التي اشتعلت بالمختار الثقفي (ت. 67/687) واستمرت سنتين، وقيام
حركة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث (ت. 85/704) على والي الكوفة حينئذ الحجاج.
وبعد
أن أُسست الدولة العباسية قامت حركة محمد بن عبد الله المهدي النفس الزكية (ت. 145/763)
من أولاد علي بن أبي طالب على الدولة، وأخيرا نرى الحركة التي قامت على الدولة
فيها هي حركة ابن طبطبة (ت. 199/815).
وقطعا
هذه الحركات والاضطرابات السياسية الداخلية في الكوفة، والثورات الفكرية والاختلافات
العلمية العقدية فيها بكثرة؛ جعلت تغيير الولاية والمناصب السياسة فيها كل سنة من
أول تأسيسها حتى منتصف القرن الثاني للهجرة.
ويُعلم
من خلال التاريخ بأن الأمويين والعباسيين قد ظلموا الناس في الكوفة خاصة خلال
وجودهم في السلطة ربما هناك تفاسير أخرى لهذه الاستبدادات من قبل السلطات لكن
الأهم منها للضغط على المخالفين وتأصيلهم البتة والقضاء عليهم.
ولذا
نرى والي معاوية فيها المغيرة بن شعبة في خلال بقائه بولاية الكوفة لم يترك المجال
للقيام على الدولة لا للخوارج ولا لشيعة علي حتى وصل الأمر إلى اعتقال من اجتمع من
الخوارج في مجالس خاصة أو عامة لو عدد قليل.
وكذلك
فعل زياد فيها مثل ما فعل سلفه . وايضا الحجاج الذي بقي فيها قرابة عشرين سنة
بالجور والتضييق على المخالفين لها. حتى قتل آلافا من الناس. وأجبر الناس على
البيعة له ومن رفض البيعة حكم عليهم بالردة ثم بالقتل.
وأخيراً:
هذه الاضطرابات والتنوعات في الساحة السياسية والإدارية والعقائدية والمذاهب
المختلفة في الكوفة قد أدت إلى الأزمة والتضيق والضغوطات على من في أرضها ومن
الطبيعي تأثر مَن فيها بهذه التغلغلات من العلماء والمحدثين، ولذا أخذوا حذرهم
منها؛ حتى يسلموا من هذه الفتن القاضية. وكل هذا جعلهم يستمرون في نشر العلم دون
أن يتدخلوا بالسياسة وأمور الدولة، وكذلك حتى يسلموا من بطشها. وكانت هذه من التدابير التي اتخذها العلماء من أجل ألا
يقعوا في الفتن مما أوقعهم بالتدليس بالإرسال الذي يقدح في صحة الأسانيد والروايات.
Birincil Dil | Türkçe |
---|---|
Konular | Din Araştırmaları |
Bölüm | Makaleler |
Yazarlar | |
Yayımlanma Tarihi | 31 Aralık 2019 |
Gönderilme Tarihi | 1 Kasım 2019 |
Yayımlandığı Sayı | Yıl 2019 Sayı: 3 |
Hadith Creative Commons Atıf-GayriTicari 4.0 Uluslararası Lisansı (CC BY NC) ile lisanslanmıştır.